د. فيصل الجعافرة يكتب : صندوق التقاعد و الدراسة الاكتوارية

د. فيصل الجعافرة يكتب : صندوق التقاعد و الدراسة الاكتوارية


لا يخفى على جميع الزملاء المشاكل التي يواجهها و سيواجهها صندوق التقاعد خلال السنوات القادمة.
قبل أيام خرج علينا نائب أمين الصندوق ليدق ناقوس الخطر منبها الجميع لما ينتظر صندوق تقاعد النقابة من اخفاقات إن لم تُتّخذ الإجراءات اللازمة لإنقاذه، و بعدها خرج علينا أمين الصندوق ليصف المشهد تماما كما وصفه نائبه و لكن بأقل حده و تشاؤم.
و نحن نقول بأن كلاهما كان على صواب ولكن مع اختلاف في وجهات النظر تعبيرياً.
في ٢٠٠٨ تمت الدراسة الاكتوارية التي بنيت نتائجها على عدة سناريوهات للصندوق تمتد ل ٥٠ عاما قادمة (تقريبا) و اعتمدت على عدة عوامل و كانت نتائجها مبنية على توقعات كانت أقرب للحقيقة حيث أوصت الدراسة بحزمة من الحلول الصعبة التي كانت تمنع أي مجلس من فتح هذا الملف بل و كان قرار ترحيله من مجلس الى آخر بما يحمله هذا الملف من تحديات هو الخيار الأسلم شعبويا و إنتخابيا من وجهة نظر المجالس السابقة .
الدراسة توقعت أن تبداء مشاكل الصندوق تطفوا على السطح بعد سنة ٢٠٢٢ فكان على المجلس الحالي و أمين صندوقه و نائبه التنبيه و دق ناقوس الخطر لافتين النظر إلى ضرورة التعامل بجدية مع هذا الملف.
الدراسة الإكتوارية وضعت المجلس و الهيئة العامة أمام خيارات صعبة أحلاها مر ، و نحن هنا لا نريد أن نرسم صوره قاتمه عن المستقبل بقدر ما ندعوا و نشجع الجميع نقيبا و مجلسا و صيادلة على المواجهة و الوقوف على حقيقة الأمر بل و قبول خوض غمار الحلول المقترحة و عدم المماطلة في إيجاد الحل و اتخاذ القرار المناسب الذي قد يكون مؤلما الآن ولكن قد لا يكون متاحا بعد عدة سنوات.
و لنكن منصفين فإن المجلس الحالي في موقف لا يحسد عليه لأنه المجلس الوحيد الذي وقع في شباك نتائج هذه الدراسة الإكتوارية التي نجحت المجالس السابقه في التهرب منها بموقف يحسب عليها لا لها و التي أُخفت معالمها و حلولها الصعبة في أدراج المكاتب.
الخيار الوحيد أمامنا جميعا (نقيبا و مجلسا و منتسبين من جميع الصيادلة و بجميع فئاتهم العمرية) الآن و بداية هو الإعتراف بوجود مشكلة و عدم الإنكار و بأن المرحلة تتطلب منا جميعا مواجهة الواقع بكل مسؤولية و إتخاذ القرار المناسب فهذا الصندوق هو صندوق أجيال متعاقبة و لا يخص فئة بعينها، لذلك يجب على المجلس الآن توحيد كلمة الجميع لمحاولة تدارك الموقف قبل أن تنفذ أمامنا الفرص و الحلول و تصبح خياراتنا شبه معدومة.
لسنا ضد ان يكون هناك صندوق تقاعد يخدمنا في وقت معين مع تقدم العمر و لكن يجب ان نكون جميعا مسؤولين أمام انفسنا و أمام نقابتنا و أمام الأجيال القادمة من الزملاء.
د.فيصل الجعافرة

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: