مرتبط
د.راتب الحنيطي يكتب: الادوية المستخدمة ضد التسمم بالاشعاعات النووية عند وقوع كوارث نووية
١- كان لحدوث الكوارث النووية دورا مهما في اطلاق شرارة الحماس لدى الباحثين والعلماء في ايجاد وسائل وأدوية لمنع او تخفيف اضرار الاشعاعات المنبعثة نتيجة الكوارث النووية ، وظهر هناك العديد من الادوية التي يجب على الانسان تناولها قبل وصول المواد المشعة لمنطقته او تناولها بعد الكوارث الاشعاعية بوقت قصير جدا.
ولمعرفة هذه المجموعات الدوائية ، لا بد من التعرف على اضرار هذة المخلفات النووية على جسم الانسان، فهي تلحق اضرارا بالغة ، تعتمد على نوع وكمية المادة المشعة التي تصل الى جسم الانسان ، اضافة الى المدة الزمنية للتعرض.
يعتبر سرطان الغدة الدرقية من أكثر الحالات انتشارا بعد التعرض لمخلفات النشاط النووي، فبعد مأساة تشيرنوبل اصيب الآلاف من الناس بسرطان الغدة الدرقية ، ونتقلت المواد المشعة الى الاطفال عبر حليب البقر الذي تعرض هو ايضا الى هذه المخاطر ، مخلفا اعدادا من الاطفال المصابون.
كما أن التعرض للاشعاعات النووية يدمر ويعطل نخاع العظم ، تاركا الجسم بدون كريات دم بيضاء ( بدون مناعة ) وعرضة للنزيف بسبب عدم تصنيع الصفائح الدموية من نخاع العظم. مما يزيد من فرصة اصابة الجسم بالالتهابات المختلفة. كما ان زيادة وقت تعرض الجسم للمواد المشعة مع زيادة كمياتها تؤدي الى تدمير في الجهاز العصبي والهضمي .
ولذلك يمكن أن نتحدث عن المجموعات الدواءية التالية والمستخدمة اثناء وقوع كوارث نووية او بشكل وقائي وخصوصا اولئك القاطنين بجوار مفاعلات نووية.
!- أدوية تمنع تأثير بعض العناصر المشعة:
مثل دواء Potassium Iodide ( KI ) ، لاحظ أن جرف K جاء من اسم البوتاسيوم القديم في اللغات القديمة Kalium .وهذا الدواء يساعد في منع الاصابة بسرطان الغدة الدرقية الناتج من التعرض لليود المشع ( I-131 ) ، حيث تم الكشف عنه في مياه الشرب وحليب الاطفال بديل حليب الام.
ويعمل دواء KI بمنع خلايا الغدة من اخذ اليود المشع لانها اصبحت مشبعة باليود غير المشع، وحتى نحصل على أقصى فاعليه للدواء يجب اعطاءه قبل او بعد التعرض بلحظات.ويوجد الدواء على شكل اقراص او سائل عن طريق الفم.
كما أن دواء Prussian blue يستخدم لعلاج التعرض بالاشعاعات المنبعثة من عنصر Cesium-137 ، أو التسمم بعنصر Thallium المشع ، وهذا الدواء اكتشف عام 1903م ، كناتج من اكسدة مركب ferrous ferrocyanide ، والية عمله تكوين مركبات مخلبية chelating compounds مع العناصر المشعة مانعا امتصاصها من الجهاز الهضمي.
وهناك دواء Diethylenetriamine pentaacetate ( DTPA ) يرتبط بتكوين مركبات مخلبية chelating compounds مع نظائر مشعة مثل plutonium, americium, and curium وهذه المركبات الناتجة تكون ذوابة في الماء ونخرج مع البول
٢- المجموعة الثانية من الادوية المستخدمة في تخقيف مضار التسم بالاشعاعات النووية granulocyte colony stimulating factor ( (G-CSF)، هي الادوية التي تشابه فعل العامل المنشط لزيادة عدد خلايا الدم المتولدة من نخاع العظم ، وتشمل كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية وخلايا الدم البيضاء ( الخلايا المناعية ) وخصوصا نوع ( neutrophils ) .
لقد توصل العلماء عن طريق الهندسة الجينية الى استخدام نوع من البروتين مشتق من البكتيريا ، يعمل ويشابه عامل النمو الطبيعي في الجسم ، حيث يقوم بحث وتشجيع خلايا نخاع العظم على انتاج كريات الدم المناعية . لانه كما ذكرنا ، فان الاشعاعات تدمر نخاع العظم ، حيث يصبح الجسم ضعيف المناعة ويعرض الجسم الى الكثير من الالتهابات وارتفاع درجة حرارته، وزيادة جدوث الوفاة.
ومن أمثلة هذه الادوية ، هو دواء filgrastim ،متوفر تحت علامات تجارية متعددة ، مثل :
Accofil, Granix, Grastofil, Neupogen, Nivestim, Nivestym, Ratiograstim, Zarxio
وقد تم اعتماده في الولابات المتحدة عام 1991م، ثم طور الدواء كيميائيا لزيادة زمن فعاليته في الجسم ، وكان ذلك في العام 2002م، وهو Pegfilgrastim .
وهذه الادوية تعطى بالحقن تحت الجلد ،
٣- المجموعة الثالثة المهمة هي استخدام المضادات الحيوية
كما أشرنا سابقا، فان تعرض الجسم الى جرعات عالية من الاشعاعات يدمر نخاع العظم ، وبالتالي قلة انتاج خلايا المناعة ، مما يعرض الجسم الى اصابته بالالتهابات البكتيرية والفطرية والفيروسية، وأن الوفاة تاتي من هذه الميكروبات التي تسمم الدم ، وتقضي على المصاب قبل ان تقضي علية الاشعاعات نفسها.
ولذلك فان استخدام الادوية المضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات يجب ان يكون سريعا، وان تكون هذه الادوية واسعة الطيف broad spectrum ، واشارت الدراسات انه يمكن انقاذ الكثير من الضحايا باستخدام هذه الادوية.
الصيدلاني راتب الحنيطي