مرتبط
صيادلة يقعون تحت ضغط العقاب الرسمي وأذى المدمنين
تحويل الصيدلي الذي يبيع أدوية مخدرة دون وصفة طبية إلى أمن الدولة
نقلا عن الأنباط- هاشم حسن
دخلوا عالما مظلما، غرقوا فيه ولم يستطيعوا أن ينقذوا أنفسهم ليخرجوا مجددا إلى النور، فكانوا كلما توغلوا في هذا الطريق أوصدت خلفهم أبواب الرجوع ، فقرروا مواصلة رحلتهم في هذه المتاهة. إنه حال شباب مدمنين دفعتهم الرغبة في تعاطي المخدرات أن يجدوا بدائل عن الحبوب المهلوسة فأصبح جسمهم مخبر التجارب، يفهمون كثيرا في تفاعل الأدوية وكيف يمكن استغلالها لكي تكون بديلا عن السم الغالي، تعطي المزاج نفسه و يمكن أن تصرف في الصيدليات من خلال وصفة طبية فقط أو بدونها في اغلب الاحيان بطرقهم الخاصة عن طريق التهديد مثلآ . لتصبح مهنة الصيدلي من المهن الخطرة لما يتعرضون له من ضغوطات ومناوشات واحيانا تصل الى حد الاعتداء من قبل مدمنين يرغبون بالحصول على بعض الادوية المخدرة المتواجدة لدى اغلب الصيدليات المنتشرة في المملكة .
الصيدلي سالم “اسم وهمي ” والذي يعمل في احدى الصيدليات الواقعة في محافظة الزرقاء قال ان هناك العديد من الاشخاص المدمنين الذين يقومون بطلب بعض الادوية المخدرة المحظور علينا بيعها الا لمن يقوم بإبراز وصفة طبية مختومة تبين الكمية وحاجة المريض لها . الا ان بعض المدمنين الذين لا يملكون المال لشراء ما يحتاجونة من المخدرات والحبوب ،قد يجدون في اللجوء إلى الصيدليات حلا لهم.
ويضيف سالم :” نضع انفسنا احيانآ بين خيارين الاول اما ان نقوم باعطائه ما يريد والتخلص منه ، لكن سنواجه بهذا الخيار مشكلة اخطر وهي عودته مرارآ وتكرارآ وطلب الادوية المخدرة ليجدنا لقمة سهلة يشبع بها ادمانه بالادوية والمخدرات” .
او التطرق للخيار الثاني وهو محاولة منعه واخراجه بالقوة من الصيدلية لكن قد تكون ايضآ انت الخاسر بذلك فاغلبهم يكونون خارج وعيهم ولديه الاستعداد بأن يقوم بضربك او بتكسير محتويات الصيدلية فبالتالي سأكون انا الخاسر الوحيد ، ولا يمكننا الاتصال بالنجدة فما ان تصل ربما اكون قد خسرت مبالغ من تكسير المدمن للصيدلية او قد تعرضت لضربة منه خاصة ان اغلبهم يقومون بحمل السلاح الابيض ونحن ليس لدينا خبرة بالتعامل مع مثل تلك الامور.
وقال “ان مهنة الصيدلي كالطبيب او الممرض فهو عمل انساني ويطلب بأن يتجاوب الموظف مع طالب الخدمة ومساعدته قدر الامكان حتى اننا في اغلب الاحيان نقوم باعطاء مريض لا يمتلك نقودآ بعض الادوية المجانية ، مشيرآ ان اغلب الصيدليات اصبحت توظف شبابا خوفآ من تعرض الفتيات لاي مشكلة قد تحدث معهم بخصوص المدمنين .
من جانبها أكدت رئيسة قسم مراقبة المخدرات والمؤثرات العقلية في مؤسسة الغذاء والدواء الدكتورة هيام وهبة دور المؤسسة العامه للغذاء والدواء في مراقبه المواد الدوائية المخدره والمؤثرات العقلية، اضافة إلى اهميه دور الصيدلاني ومسؤوليته في استخدام الادوية المخدرة والمهدئة بالشكل الصحيح.
واشارت وهبة أن المؤسسة تلزم اي صيدلي عدم صرف الادوية المخدرة او الخطرة الا بوصفة طبية من طبيب مختص بالحالة او الطبيب المعالج ، وان الصيدلي الذي يقوم بصرف تلك الادوية للمدمنين يعمل على تجميع اكبرعدد منهم حوله .
واضافت ان اغلب الصيادلة ملتزمون بتلك الادوية وهم مسؤولون عنها وعن توفرها وكيفية صرفها ، ويجب عليه اتباع شروط صرف الادوية دون التطرق الى الحصول على وصفات طبية بطريقة غير سليمة لصرف الادوية للمدمنين اما عن طريق احد معارفه من الاطباء او بطرق اخرى .
وبينت وهبة ان الغذاء والدواء لديها قائمة باسماء الصيدليات والاطباء الذين يحصلون على دفتر الوصفات الطبية وتعمل على متابعتها وكمية الدواء المصروف ، حيث ان المؤسسة تزود تلك الصيدليات بـ50 قطعة من كل نوع وتعمل على طلب سجل الصيدليات للتاكد من سلامتها.
وأكدت بأن كل صيدلي يقوم ببيع اي من تلك الادوية المخدرة دون وصفة طبية يتم تحويله الى محكمة أمن الدولة ، كان اخرها اغلاق صيدلية لمدة ستة شهور وحتى اللحظة بسبب بيعه لتلك الادوية بشكل مخالف .
الى ذلك، قالت الناطق الاعلامي بإسم المؤسسة العامة للغذاء والدواء هيام الدباس أن اغلب الصيادلة لا يرغبون بادخال تلك الانواع من الادوية الى صيدلياتهم لاحتياجهم الى ظروف تخزينية خاصة بالاضافة الى المساءلة القانونية في حال مخالفة القانون بتلك المسألة .
مضيفة ان ادوية الهلوسة ليست متوفرة في الصيدليات وان اغلب الادوية التي كان يطلبها المدمنون كدواء الكحة تم وضعها من ضمن الوصفات الخاصة التي هي بحاجة الى وصفة طبية ، وان المدمنين اصبحوا يتناولون مادة الجوكر وهي عبارة عن مادة كيمائية زهيدة الثمن ولا تباع في الصيدليات .