ا.د. ناديا حمدي تكتب حول: “عمى الالوان” والاوراق البحثية

ا.د. ناديا حمدي تكتب حول: عمى الالوان والاوراق البحثية

ماذا لو كان أحد المراجعين reviewers

مصاب بعمى الألوان؟

أو المحرر the editor ?

هل سيكونون قادرين على تقدير صورك وأرقامك بورقتك البحثية بشكل كامل؟

الأكاديمية المصرية اد/ ناديه حمدي، تكتب عن “عمى الألوان” أنه شيء يجب علينا مراعاته عند إرسال أوراقنا البحثية الي أحد دور النشر والمجلات العالمية لنشرها.

بالإضافة الي أنه عندما يتم نشر البحث، هل سيكون في متناول رؤية وادراك جميع الباحثين بما في ذلك أولئك الذين يعانون من “ضعف في الرؤية” او “عمي الألوان”؟

ماذا لو؟
قد يكون الشخص الذي لا يستطيع قراءة جميع ما بورقتك البحثية من أشكال بيانية أو صورًا شخصًا يمكنه إحداث فرق بحياتك العلمية المهنية، كزميل أو مراجع أو ممول لعملك البحثي!؟

لذا، دعنا نتأكد، إذن..
من أن جميع القراء والباحثين يمكنهم الوصول الي وتحقيق أقصى استفادة من عملنا البحثي المنشور.

=بعض الحقائق والمعلومات الاساسية عن “عمى الألوان”:
١- يمكن للأشخاص “المكفوفين بالألوان/المصابون بعمي الألوان” من التمييز بين سطوع وتشبع الأسطح أو الأشكال أو الصور ولكن ليس الألوان!!
٢- إنها صفة/سمة وراثية (محمولة على الكروموسوم X) تؤثر على 5-10٪ من السكان، معظمهم من الذكور (حيث أن لدى النساء كروموسوم X آخر للتعويض)
لذا، ينتقل عمي الألوان من الذكر المصاب به إلي حفيده من إبنته حاملة للكروموسوم X المصاب.
٣- إن “عمى الألوان” ليس أفضل المصطلحات للتعبير عن المشكلة، حيث أن المصاب بتلك المشكلة لا يرى سوى قلة قليلة من الألوان مع الأبيض والأسود فقط.
الأكثر شيوعًا/إنتشارًا عمى الألوان “الأحمر” (البروتونوبيا، 1٪ من الذكور) وعمى الألوان “الأخضر” (deuteranopia ،1٪ من الذكور).
كلا النوعين المصابين بهما يواجهون صعوبة في التمييز بين الألوان في الجزء الأخضر والأصفر والأحمر من الطيف.

=يهتم “علم تصور البيانات”
‏data visualization بإنشاء اشكال بيانية او صور يسهل رؤيتها من قِبل المكفوفين بالألوان/المصابين بعمي الألوان.

=من الهام جدًا اتباع الإرشادات التالية لضمان وصول ما بالبحث للجميع:
أولًا:
استخدم ألوان يمكن للأشخاص الذين لديهم جميع أنواع رؤية الألوان (عمي أو ضعف) التعرف عليها بسهولة.
على سبيل المثال، تعتبر تركيبات اللون الأزرق البرتقالي أو الأزرق والأحمر ملائمة لعمى الألوان.
يجب تجنب الأحمر والأخضر والبني والأخضر.
ثانيًا:
استخدم تباينًا عاليًا بالألوان بدرجة كافية.
حين يعاني بعض الأشخاص ضعفًا بالرؤية يصاحبها مشاكل في تدرج اللون، فإنهم عادةً ما يدركون التباين/التدرج الصريح جيدًا – لذا الأفضل أن نستفد من الضوء مقابل الظلام (التباين/التدرج بالالوان).

ثالثًا:
البديل البسيط هو استبدال اللون الأحمر بالأرجواني purple

رابعًا:
محاكاة كيف سيرى شخص مكفوف الألوان الشكل البياني او الصور الخاصة ببحثك.
هناك عدة برامج متاحة للجميع free يمكن معها معرفة كيف سيبدو الشكل البياني أو الصورة الخاصة بالبحث لمن ينظر اليها وهو مصاب بعمي الألوان، مثل
‏Color Oracle، أو استخدام وظيفة “Proof setup” ببرنامج
‏Adobe Photoshop.
خامسًا:
أن نفكر فيما وراء الألوان عند تمثيل الشكل البياني أو الصورة بالبحث، فإلي جانب اللون، الأفضل استخدم أشكالًا مختلفة، ونقوم بملئ الأنسجة والخلايا بالأنماط الشكلية pattern ومختلف أنواع الخطوط لنقل المعلومات، إضافة أسهم اتجاهية أو مؤشرات أو رموز واضحة
مع الأرقام التي تساعد في توضيح ما بين الخطوط أو غيرها من المعلومات المراد الإشارة إليها بديلًا للألوان.

دمتم بصحة، والأشكال والصور الخاصة ببحثك في متناول جميع الباحثين.
اد/ ناديه حمدي أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية ورئيس قسم الكيمياء الحيوية بكلية الصيدلة جامعة عين شمس/مصر

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: