مرتبط
تقرير صحفي صادم : سماسرة أدوية يعبثون بصحة مرضى أردنيين.. والأرقام تفوق الخيال
نقلا عن قناة رؤيا
أطباء: عجزنا عن علاج مريض نتيجة تناوله دواء مهرب لعلاج السرطان
سماسرة ومهربون يستغلون ظروف المرضى المعيشية وفقرهم، ويعبثون في صحتهم ويشكلون خطرا على حياتهم، جراء تهريب أدوية غير ملائمة للمرضى.
قالت أخصائية أورام الجهاز الهضمي في مركز الحسين للسرطان رولا عمارين: ” وقفت عاجزة أمام إنقاذ مريض بعد أن تدهورت صحته نتيجة تناوله دواء مهرّب خاص بسرطان الجهاز الهضمي في عيادة طبيب خاصّة”.
حجم الأدوية المضبوطة بدورها كشفت إدارة الجمارك الأدني عن أن حجم الأدوية المضبوطة خلال السنوات الثلاث الأخيرة بلغ أكثر من 774 ألف دواء، مشيرة أن نصفها من المنشطات.
وبينت أن عدد الأدوية المنشطة المهربة بلغ 343 ألف و921 دواء مشيرة إلى أن المجموع الكلي للغرامات المالية بلغ أكثر من 317 مليون دينار، فيما بلغ عدد المخالفات الكلي أكثر من 11 مليون مخالفة.
ولفتت دائرة الجمارك إلى أن 98 بالمئة من الأدوية المقلدة والمزورة صدرت بها أحكام إتلاف ومصادرة وغرامات.
عطاءات وزارة الصحة من جهتها قالت مديرية المشتريات والتزويد في وزارة الصحة: “إن حجم عطاءات الأدوية للمؤمنين صحيا بلغ 70 مليون دينار في عام 2021، فيما ارتفع حجم العطاءات في 2022 إلى 110 مليون دينار.
قرار تسبب بفتح باب التهريب وكان رئيس الوزراء بشر الخصاونة، قرر في تموز عام 2022، السماح بإدخال الأدوية الشخصية للمريض عبر المراكز الحدودية، الأمر الذي ضرب قرار المؤسسة العامة للغذاء والدواء، بمنع ادخال اي دواء دون موافقة الجمارك وهو ما فتح الباب أمام عمليات تهريب أدوية، بعد أن كان دخول الأدوية من قبل مؤسسة الغذاء والدواء، وفقا لحديث رئيس جمعية مستودعات الأدوية الدكتور ثامر عبيدات.
ارتفاع الأسعار محليا فتح باب التهريب تشهد أسعار بعد أصناف الأدوية محليا ارتفاعا ملحوظا مقارنة بأسعارها في دول مجارة، إذ أن أحد أنواع الأدوية يصل سعره في الأردن 637 دينار للعلبة الواحدة، التي تحتوي على 28 حبة، في حين يباع نفس نوع الدواء في مصر أو السعودية بـ (50 -60 ) دينارا أردنيا للعلبة الواحدة.
وبينت الدكتورة ميسم عكروش الفارق الكبير في أسعار أدوية مرضى الكبد الوبائي سي الجديدة محليا وبين ثمنها في مصر، مشيرة أن ثمنها محليا يفوق الـ 30 الف دينار للعلاج الكامل، مقابل ألفي دينار في مصر.
تجربة حية تحدث السبعيني “ناصر” لـ”رؤيا” بخجل عن تجربته في شراء دواء خاص بالأمراض الجنسية، ومهرب من تركيا، بعد أن أوقعه إعلان على مواقع التواصل الإجتماعي بالمصيدة بسبب انخفاض سعره، إذ أنه اصطدم بفشل الوصفة والدواء مع ظهور أعراض جانبية تسارع في نبض القلب وشعور بالإرهاق العام إضافة وحساسية مفرطة.
صيادلة غير مؤهلين :
من جهتها نسبت المؤسسة العامة للغذاء والدواء، قضايا الأدوية المهربة والمزورة، إلى أشخاص غير مؤهلين لممارسة مهنة الصيدلة، وحذرت المؤسسة من مخاطر تخزين الأدوية بطريقة سيئة، رغم أنها حيوية وخطيرة ومرتفعة الثمن.
وأشارت المؤسسة إلى أن كوادرها ضبطت مول في العاصمة عمان أثناء بيعه أدوية مهربة غير مجازة لديها.
أرقام واحصائيات وكشفت إحصائيات المؤسسة العامة للغذاء والدواء، عن أن عدد مخالفات بيع أدوية مهربة ومزورة بلغت 56 مخالفة في عام 2018، إضافة إلى تسجيل 26 قضية أدوية مهربة و30 ضبطية أدوية مزورة.
وسجلت المؤسسة في عام 2019 21 مخالفة، فيما سجلت 10 قضايا أدوية مهربة، و11 ضبطية أدوية مزورة.
وفي عام 2020 بلغ عدد المخالفات المسجلة لدى الغذاء والدواء نحو 50 مخالفة، بينما سُجل 24 قضية أدوية مهربة، و26 ضبطية أدوية مزورة.
وفي عام 2021 بلغ عدد الأدوية المهربة 20 دواء والأدوية المزورة 24 دواء، بمجموع 4 مخالفات.
أما في عام 2022 بلغ عدد الأدوية المهربة 50 دواء والأدوية المزورة 56 دواء وبلغ مجموع المخالفات 106 مخالفة.
مراحل ضبط الأدوية تمر مكافحة الدواء المهرب أو المزور بأكثر من مرحلة تبدأ من داخل المراكز الحدودية، إذ يتم ضبط أدوية مقلدة أو مزورة سواء تحمل اسم تجاري من غير وكيلها أو شركتها المصنعة إلى شركة أخرى، من ثم تتم متابعة وكشف الأدوية التي دخلت عبر المعابر الحدودية بطريقة غير مشروعة إلى البلاد وفي الأسواق.