مرتبط
د. عمر الخوالدة يكتب: صفحة تاريخية للمهنة الإنسانية (الصيدلية العثمانية)
تعتبر صيدلية مستشفى الحميدية للأطفال في دمشق من أهم الصيدليات الموثقة عبر التاريخ، حيث أمر السلطان عبد الحميد ببناء مستشفى في دمشق سنه 1899 وذلك بسبب وفاة ابنته بمرض معين وهي صغيرة جداً، ومن خلال الصورة المرفقة تظهر الأدوية وهي مرتبة ومنظمة على الأرفف، وعلى الأغلب جميعها شراب، وبعض العبوات الكرتونية، قد تكون لمراهم أو كريمات، ولا يتضح في الصورة أي تواجد للحبوب أو البراشيم، وقد تكون في الأدراج أو تصنع وقتياً حسب الحاجة.
ويتضح أن الأدوية عبارة عن تراكيب ومستخلصات الأعشاب الطبية وقد تكون مادة علاجية واحدة أو مادتين أو أكثر، وكانت دمشق من المدن المميزه في الدولة العثمانية وكانت تأخذ اهتمام السلاطين والحكام في ذلك الوقت.
وعودة الى الصورة المرفقة تظهر الأدوية وقد كتب اسم كل دواء على زجاجته الخاصة ومن الجهة الأخرى هناك زجاجات أدوية وضع عليها العلم العثماني وغير واضح هل هو للتمييز أم هي للدلالة على التصنيع العثماني ام هي على الأدوية الخاصة لفئة معينة أو غير ذلك فهذا غير واضح ما المقصود في هذا التمييز بالعلم العثماني عليها.
أخذت هذه الصورة من أرشيف جامعة اسطنبول حيث أمر السلطان عبد الحميد في تلك الفترة بتصوير وتوثيق كل المشاريع الموجودة في مختلف الولايات العثمانية مثل سكة الحديد والمستشفيات والقلاع وغيرها من مشاريع تنموية ويظهر أيضاً في الصورة الصيدلاني بلباسه الرسمي ويمثل تلك الفترة كونه موظف دولة كان يرتدي هذا الزي الخاص وكان اسم الصيدلية (اكزا خَانه نِكْ بِر قِسمى) صيدلية قسم علاج الألام كما هو مكتوب على الصورة باللغة العثمانية والحروف العربية حيث كانت هي اللغة الدارجة والرسمية في تلك الفترة .
ومن الواضح الترتيب والتنظيم وأرفف الزجاج،وأبواب الخزانات، وتزيين الأرفف بورق معمول بشكل جميل ونظيف.
كلمة خانه: تعني دار وهي أصلها فارسي أجزا : تعني دواء وأصلها تركي
حيث اللغة التركية يدخل بها مزيجا من عدة لغات منها العربية والفارسية والهندوسية وغيرها، وذلك لإمتداد الدولة العثمانية على مستوى واسع في العالم حيث اختلاف اللغات واللهجات، وبهذا السبب دخل العديد من الكلمات إلى اللغة التركية من لغات أخرى.
إعداد تنسيق مع بعض التصرف
الدكتور عمر لطفي الخوالده 17/10/2024
الموافق 13/ربيع ثاني 1446
المصدر / صفحة صور قديمة من الأردن قيس بوك