مرتبط
إليكم سر الكولاجين للتمتع بالجمال والصحة
يعتبر الكولاجين نوع من أنواع البروتين الذي يشكل المركب الأساسي في الجسم بسبب دوره الهام في جمع جميع اجزاء الجسد معاً، فهو عبارة عن مادة متينة جداً ومرنة تتواجد في العظام والعضلات والجلد وحتى الاوتار.
إن إنتاج الكولاجين في الجسم يلعب دوراً هاماً في الصحة، فاستنفاذ الكولاجين وقلة وجوده في الجسم من شأنه أن يسبب الإصابة ببعض المشاكل الصحية، بالتالي ازداد استخدام الكولاجين لأهداف طبية وتجميلية في السنوات الأخيرة الماضية بشكل ملحوظ، وذلك بهدف مساعدة خلايا وأنسجة الجسم على إعادة تصليح ذاتها.
تعريف الكولاجين
الكولاجين عبارة عن بروتين ليفي صلب وغير قابل للذوبان، ويشكل حوالي ثلث البروتينات في جسم الإنسان، وتقوم معظم أجزاء الكولاجين بالاجتماع والارتباط سوياً لتشكل بذلك أليافاً طويلة ورقيقة، علماً ان هناك 16 نوعاً مختلفاً من الكولاجين على الأقل، إلا أن 80- 90% تقريباً من الكولاجين الموجود في الجسم ينتمي إلى النوع الاول والثاني والثالث.
عادة يتواجد الكولاجين بشكل كبير في الجلد والعظام والأنسجة الضامة في الجسم لتعطيها الدعم والقوة والمرونة اللازمة، بالتحديد فإنه بالإمكان العثور على الكولاجين في النسيج خارج الخلية Extracellular matrix، وهو عبارة عن شبكة معقدة من الجزيئات التي تساعد في تحديد الخواص الفيزيائية للأنسجة في الجسم.
أما بالنسبة للطبقة الوسطى من الجلد، والتي تدعى الآدمة Dermis، فالكولاجين هناك يساعد في تكوين شبكة ليفية لتتمكن الخلايا الجديدة من النمو عليها.
ليس هذا وحسب، بل يتم استخدام الكولاجين أيضاً في إعادة تجديد الخلايا الجلدية الميتة والمتضررة، كما يشكل الكولاجين طبقة حماية لبعض الأعضاء الحساسة في الجسم مثل الكلى.
في مرحلة الشباب فإن الجسم يستمر في انتاج الكولاجين ليقل ذلك مع الوصول الى سن الأربعين،فمع التقدم بالعمر يقل إنتاج الكولاجين في الجسم وبالأخص لدى النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى خفض جودة الشكل الهيكلي للجلد مسبباً في شيخوخته وظهور التجاعيد والخطوط، بالإضافة إلى إضعاف الغضاريف ومرونتها في المفاصل، أما مع وصول الستين من العمر، فينخفض انتاج الكولاجين بالجسم بصورة كبيرة وملاحظة.
وبسبب دور الكولاجين الهام في الجسم، بدأ استخدامه في المجالات الطبية والتجميلية المختلفة.
الكولاجين والبشرة
إن حقن الكولاجين في البشرة يساهم في إعطائها الملامح الخاصة بها والتخلص من التجاعيدوعلامات الشيخوخة فيها، حيث يتم استخدام الكولاجين للتجميل في منطقة الوجه وتخليصها من علامات التقدم بالعمر بالإضافة إلى بعض أنواع الندوب وحب الشباب.
حقن التعبئة بالكولاجين يخضع لبعض الشروط بالرغم من حب النساء له، اذ لا يتمكن الجميع من الخضوع له وبالأخص في حال الإصابة بنوع من الحساسية الحادة، ويتم الخضوع لفحص الجلد قبل الخضوع لهذه العلاجات التجميلية. تجدر الإشارة إلى أن استخدام الكولاجين يكون لعلاج المشاكل السطحية فقط.
بالإمكان شراء بعض المنتجات مثل الكريمات التي تضم الكولاجين، والتي تدعي بقدرتها على وزيادة مستوى الكولاجين، ولكن للأسف هذا الأمر غير صحيح، إذ أن جزيئات الكولاجين كبيرة جداً ليتم امتصاصها عبر الجلد، بالتالي ننصحكم بعدم شراء هذه المنتجات وبالأخص باهظة الثمن.
إلى جانب التخلص من علامات تقدم العمر، يساهم استخدام الكولاجين أيضاً في علاج الحروق، فهو قادر على جذب خلايا جلد جديدة إلى الموقع المصاب بالحرق، مشجعاً بذلك عملية العلاج وبناء انسجة جديدة في المنطقة.
كما ويتم استخدام ضمادات الكولاجين في علاج أنواع مختلفة من الجروح، والتي تضم:
- الجروح المزمنة
- النسيج الحبيبي
- الجروح الناضحة
- حروق من الدرجة الثانية
- ترقيع الجلد.
لا ينصح عادة باستخدام ضمادات الكولاجين في علاج الحروق من الدرجة الثالثة أو من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية لأنواع معينة من المنتجات، لذا يجدر استشارة الطبيب المعالج قبل الخضوع للعلاج.
الكولاجين والشعر
يعمل الكولاجين على دعم الشعر والحفاظ على صحته، ولكن مع التقدم بالعمر، وكما ذكرنا، يقل انتاج الكولاجين في الجسم، مما يؤدي إلى ضعف سماكة الشعر وانخفاض صحته، كما يساعد الكولاجين في الحفاظ على هيكلية بناء جريبات الشعر Hair follicle التي تعطي للشعر لونه الجميل، وتقلل من ظهور الشعر الأبيض أو الشيب فيه.
تمتد فوائد الكولاجين للشعر لتشمل علاج الأطراف المتقصفة والهشة في الشعر، إلى جانب الحفاظ على نضارته.
ولأهميته في الحفاظ على صحة الشعر، تجد العديد من المنتجات المتوفرة في الأسواق تضم الكولاجين، من شامبو وبلسم للشعر وحتى ماسكات خاصة به إلى جانب المكملات التي تحتوي على الكولاجين، ولكن قبل استخدام أي منتج يجب التأكد من سلامته ومأمونيته.
الكولاجين والمفاصل
كما ذكرنا فإن الكولاجين يعد من مكونات المفاصل والعظام وحتى الغضاريف، ونقصان كميته مع التقدم بالعمر يسبب في الإصابة بمشاكل مختلفة مثل هشاشة العظام وقلة مرونة المفاصل والغضاريف ما بين العظام.
وبسبب هذا وجدت دراسات علمية مختلفة ان تناول مكملات الكولاجين قد يساعد في علاج الهشاشة وقلة مرونة الغضاريف، إلا أنه لم يتم إثبات ذلك قطعاً حتى الآن.
تدمير الكولاجين
هناك عدد من العوامل المختلفة التي تساهم في تدمير الكولاجين وتقليل مستوياته في الجسم، وهذه العوامل تشمل:
- استهلاك كمية كبيرة من السكر: اتباع نظام غذائي غني بالسكريات يزيد من معدل انزيمGlycation، الذي يساهم في ارتباط السكر في الدم ببروتينات لتشكل جزيئات جديدة تدعى Advanced glycation end products، هذه الجزيئات تعمل على تدمير البروتينات المجاورة لها وقادرة على إضعاف الكولاجين أيضاً.
- التدخين: يوجد في منتجات التبغ العديد من المواد الكيميائية التي تعمل على تدمير الكولاجين والايلاستين Elastin في الجلد، كما يعمل النيكوتين تضييق الأوعية الدموية في الطبقة الخارجية للجلد مسبباً بذلك قلة وصول الأكسجين والمغذيات الأخرى له مؤثراً على صحة البشرة.
- أشعة الشمس: تعمل الأشعة الفوق بنفسجية الناجمة عن الشمس على تكسر الكولاجين وتجميع الايلاستين بصورة غير طبيعية، هذا الامر ينتج عنه انتاج أنزيم معين يساهم أيضاً في تدمير الكولاجين.
- امراض المناعة الذاتية Autoimmune diseases: إن الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية يسبب قيام الأجسام المضادة باستهداف الكولاجين، مقللاً بذلك كميته وانتاجه في الجسم.