مرتبط
دواء الدومبريدون هل هو دواء قاتل؟
العتنا مؤخرًا بعض صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان صادم يقول أن دواء الدومبريدون قاتل!.. هل هذا صحيح؟ أم أنه خاطئ؟ و ما أصل هذه القصة؟ هذا ما سوف نعرفه في هذه الجولة السريعة حول هذا التساؤل من خلال المقال التالي.
البداية: بعيداً عن الضجة
بعيداً عن استخدام العناوين البراقة و الترويجية، دعونا نناقش معكم الأمر كما عودناكم في كل يوم معلومة طبية في أطار من الموضوعية و الأمانة العلمية و الحقائق، سوف نتحدث في هذا المقال عن المادة الفعالة في هذا الدواء و هي الدومبريدون Domperidone، و سوف نتحدث عن الدراسات العلمية بشأنها دون تركيز على الأسماء التجارية أي كانت.
سرد الحقائق
الآن دعونا نبدأ في سرد بضعة حقائق بسيطة:
1- الدومبريدون Domperidone هو دواء يستخدم لضبط حركة الأمعاء في حالات القيء، و كذلك تسريع حركة الأمعاء في حالات عسر الهضم.
2- الدومبريدون Domperidone يؤدي تأثيره العلاجي من خلال العمل على غلق مستقبلات الدوبامين، و هو ما يؤدي الى: تثبيط الإشارات العصبية في بعض المناطق القريبة من المخ المسئولة عن حدوث قيء. التأثير على النشاط العصبي للأمعاء بما يؤدي لزيادة حركتها.
3- الدومبريدون Domperidone دواء غير مسموح به في الولايات المتحدة الأمريكية، و قد أصدرت هيئة الغذاء و الدواء تحذير بتاريخ أغسطس 2013 مفاده أن السيدات اللائي يقمن باستخدام هذا الدواء من أجل زيادة إفراز هرمون اللبن ينبغي أن يتوقفوا عن هذا لعدم وصول معايير الأمان الخاصة بالدواء لمستويات كافية للسماح به داخل الولايات المتحدة.
4- الأخبار التي تواترت عن خطورة دواء الدومبريدون Domperidone مبنية على عدة دراسات تشير لوجود علاقة بنسب احصائية تستحق الاهتمام بين الدواء وبين حدوث بعض اضطرابات النشاط الكهربي للقلب مما يسبب الوفاة.
ماذا قالت الدراسات؟
سوف نأخذ هنا نظرة سريعة على بعض الدراسات بدءًا من 2010، والتي تناولت مدى آمان دواء الدومبريدون Domperidone ومخاطره المحتملة، ورغم أننا لن نذكر كافة الدراسات لتعددها، لكننا سوف نراعي الترتيب الزمني و نطاق الأراء العلمية التي وردت..
في 2010، ظهرت دراسة من احد الجامعات الأيطالية في مجلة Current drug safety العلمية، و قد هدفت هذه الدراسة لتحديد العلاقة بين دواء الدومبريدون Domperidone و بين حدوث خلل في النشاط الكهربي للقلب وأظهرت الدراسة من خلال مراجعة الدراسات العلمية السابقة بين عامي 1966 و 2010، أن هناك نسبة من احتمال وجود علاقة بين تناول جرعات كبيرة من دواء الدومبريدون Domperidone و بين حدوث خلل في النشاط الكهربي للقلب.
و أوصت هذه الدراسة الأطباء و الصيادلة بالحذر في إعطاء جرعات الدواء دون زيادة، و الانتباه لأي تداخلات دوائية تؤدي إلى زيادة تركيز الدواء في الدم، و كذلك الانتباه للمرضى الذين لديهم تاريخ صحي سابق لمشكلات القلب.
و في 2012 ظهرت دراسة أخرى في مجلة فرنسية علمية تسمى Prescrire، و قد ناقشت هذه الدراسة على ضوء دراستين سابقتين من بلدان مختلفة ضرورة التوقف عن استخدام دواء الدومبريدون Domperidone، لكن هذه الدراسة كانت مشكلتها الأساسية في موقع النشر العلمي هو عدم وجود أسماء للمجموعة العلمية التي عملت عليها مما يقلل من اطلاعنا على مصادر النتائج و خلفياتها.
على الجانب الآخر
هناك بعض الدراسات التي تتبنى رأياً أقل تشدداً مثل: الدراسة التي نشرتها مجموعة استرالية في Expert opinion on drug safety، و قد أفادت هذه الدراسة بعدم استخدام جرعات الدواء دون زيادة، و الانتباه لأي تداخلات دوائية تؤدي لزيادة تركيز الدواء في الدم، و كذلك الانتباه للمرضى الذين لديهم تاريخ صحي سابق لمشاكل القلب، و هذا موقف مشابه للدراسة الأولى التي ذكرناها، لكنها أضافت عليها أن استخدام الدواء في بعض الحالات ليس به مشكلة مادام تحت إشراف طبي مباشر.
الخلاصة
في نهاية هذه الجولة نلخص المعلومات السابقة في بضعة معلومات:
1- هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية مؤسسة ذات مصداقية كبيرة، و تعتمد في قرارها على مجموعات بحثية كبيرة، و منعها لدواء داخل الولايات المتحدة يشير لوجود خلل في التأكد التام من أمان هذا الدواء.
2- هناك بدائل أخرى مثل أدوية الميتوكلوبراميد Metoclopramide التي تستخدم أيضًا في تنظيم حركة الأمعاء و هي مسموح بها من قبل هيئة الغذاء و الدواء الامريكية.
3- هناك توافق كبير على خطورة دواء الدومبريدون Domperidone في الحالات التالية:
تناول جرعة زائدة.
تناول الدواء دون إشراف و وصفة طبية.
تناول الدواء مع أدوية أخرى تتداخل معه وتؤدي إلى زيادة نسبته في الدم.
الأشخاص ذوي التاريخ الصحي لخلل النشاط الكهربي للقلب.