مرتبط
ابتكار مضادات أفضل للاكتئاب عن طريق خريطة السيروتونين في الدماغ
يعاني ما يقارب من 350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، و 3.3 مليون شخص من البالغين في أمريكا من الاكتئاب، حيث أن حوالي 10 % من البالغين الأمريكيين يتناولون مضادات للاكتئاب، ومعظم هذه الأدوية تعمل من خلال استهداف مستقبلات السيروتونين في الدماغ، وعلى اعتبار أننا نعلم بأن السيروتونين هي مادة كيميائية يتم إفرازها في الدماغ وتشارك في تنظيم المزاج والنوم والرغبة الجنسية والسلوك الاجتماعي، فمن المرجح أن تكون هذه المادة تلعب دوراً أساسياً في اضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب، ولكن حتى الآن نحن لا نفهم سوى القليل عن كيفية عملها.
إن مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعاً، تكون عادة عبارة عن مثبطات امتصاص سيروتونين انتقائية (SSRI)، وهي مادة تستهدف أجهزة الإرسال العصبية، وتمنع إعادة امتصاص السيروتونين، وهذا يغير من توازن السيروتونين، مما يساعد الخلايا الدماغية على إرسال واستقبال الرسائل، وهذا بدوره يعزز من الحالة المزاجية، وعلى الرغم من أن الـ(SSRI) يمكن أن يساعد على تحسين مزاج الكثير من المستخدمين، فمن جهة أخرى يمكن أن يكون له أيضاً آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك الغثيان وتعطيل الوظيفة الجنسية والأرق، والأكثر ضرراً في الأمر هو أن مضادات الاكتئاب لا تكون فعالة سوى على حوالي نصف المرضى الذين يأخذونها.
لفهم عمل السيروتونين بصورة أفضل، قام العلماء في معهد جونز هوبكنز لعلوم الدماغ بخلق “خارطة للسيروتونين في الدماغ” على أمل التحسين من فعالية مضادات الاكتئاب والحد من آثارها الجانبية الشائعة، فتبعاً للدكتورة (أرميا كوهين)، وهي رئيسة المشروع، تعمل معظم مضادات الاكتئاب على التأثير على كامل مادة السيروتونين التي توجد في جميع أنحاء الدماغ، بدلاً من استهداف بعض المركبات الكيميائية المرتبطة بالمزاج والعواطف المختلفة في مناطق محددة من الدماغ، وإن عدم معرفتنا لكيفية عمل السيروتونين جعل من هذه الأدوية محدودة الفعالية.
بناء عليه ستبدأ بحوث (كوهين) من خلال دراسة الخلايا العصبية الناقلة للسيروتونين في الفئران أثناء تأديتها لمهام “الثواب والعقاب”، حيث سيقوم الباحثون بمراقبة سلوك الفئران خلال تأديتها للمهام، ورسم خريطة للخلايا العصبية التي تشارك في الردود العصبية التي تؤدي إلى السلوك، وتضيف (كوهين) بأن الهدف النهائي من هذه الدراسة هو فهم بيولوجيا المزاج وكيفية ارتباط مجموعات الخلايا في الدماغ لإنتاج سلوكيات عاطفية معينة، وما يأمل الباحثون الحصول عليه من خلال هذه الخريطة هو استخدام الأدوية المتوفرة أو تصميم أدوية جديدة بطريقة تستطيع معها استهداف مكونات النظام الذي يتصل فقط مع الاضطرابات المعينة