مرتبط
د. غادة صلاح تكتب عن د. سليمان الشياب..الطفيلي الذي نحت العلم بالصخر فاجتهد وتفوق
من صفحة الزميلة د. غادة صلاح على الفيسبوك:
شرفني زميل دفعتي ١٩٨٧بالجامعة د سليمان الشياب بزيارة اليوم عالصيدلية.. ودردشنا بأيام الدراسة ..اللي لها وقع محبب على قلوبنا..
قلت له كيف انا مش ناسية انه كان من اوائل محافظة الطفيلة وهيك دخل كلية الصيدلة وإنه درس التوجيهي على ضوء الفانوس..
رجعته لذكريات طفولته ..
في قرية (إرحاب) ..
كان عندهم بيت شعر وغنم بالبادية ..
وبالقرية بيتهم من طين وحجر..
درس الابتدائي والاعدادي بالقرية اللي ما كان فيها كهرباء ولا ماء.. (وهو يذكر انه الكهرباء والماء وصلوا قريته ونحن في سنة خامسة بالجامعة ١٩٨٦)..
اضطر يتغرب عن قريته عشان يدرس المرحلة الثانوية .. ذهب الى مدينة الطفيلة وكان نازل في سكن طلاب.
.١٨ طالب يناموا في قاعة واحدة مثل السجن..
الطباخ كان يعملهم نفس الطبخة كل الاسبوع وهي فاصوليا ناشفة مع صلصة بندورة وقطع يتوقع انها من اللحم وتتميز بخاصية مطاطية اذا ضربتها بالحيط بترجع لك.!!!.
كان الطباخ يستثني يوم الاثنين ويطبخ فيه مقلوبة على دجاج..
من ذكرياته عن تلك المرحلة من حياته انه الطلاب اول ما وصل سألوه : بتدخن؟؟ اجاب : لا..
طيب بتلعب شدة؟؟ أجاب : لا..
واضح كانت هذه التصرفات قمة الصياعة في تلك الحقبة من الزمن..
تحدوه الطلاب ان يخربوا اخلاقه قبل انتهاء السنة الدراسية !!.. فما كان منه الا ان توجه الى المكتبة .. هناك امضى معظم اوقاته .. وما زال حتى هذه اللحظة لا يدخن ولا يعرف لعب الشدة..
لما طلع له صيدلة بالجامعة الاردنية ، تحداه بعض ابناء قريته ان يستمر بها.. وقبل التحدي..
كانت مشكلته الكبرى اللغة الانكليزية اللي كان ضعيف فيها..
وفي اول امتحان لمادة الرياضيات لم يكن يعرف كيف يستعمل الكالكوليتر.. ولكن من جد وجد.. كان القاموس معه في حله وترحاله..
ومرت به اوقات كثيرة كان بده يحوّل التخصص..
خصوصا لما طلع سنة ثانية ووجد نفس الطالب الوحيد مع ٤٨ طالبة صيدلة!!
(لو شاب من هالايام كان انبسط مش فكر يحوّل!!)..
بمجيء طالب صيدلة محوّل من جامعة اليرموك للاردنية صاروا ٢ ذكور ..
تشجع وبقي معنا ..
سليمان الاخ العزيز لنا كلنا بالدفعة..
انهى دراسة الماجستير وكان الاول على دفعته وهو الان يحمل شهادة الدكتوراه بالتمويل والاقتصاد ..
فتح صيدلية مدة ١٨ سنة وباعها وحاليا يمارس مهنة التدريس بالجامعات …
فخورة بك انا يا زميلي يا ابن الطفيلة الواثق من نفسه المتحدي لكل ظروف الحياة الصعبة ..
وفقك الله لما فيه خير دينك ودنياك ..
#وين_راحوا_الشعرات_يا_سليمان?
One Comment
ابو محمد أيقونة الصيادلة السمراء
Comments are closed.