د. عاصم منصور* يكتب: شبهات حول كوررونا

لا أذكر أن موضوعًا صحيًا قد شهد جدلًا كالجدل الذي يثور حول موضوع كورونا، وقد ساهم في هذا الجدل عدم وجود خبرة سابقة لدى البشر في التعامل مع هذا الوباء، لكن ما زاد الطين بله ودفع البعض لتبني نظرية المؤامرة تخبط بعض المؤسسات الصحية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية في تبني رواية علمية متماسكة للكثير من جوانب المرض مما أفقد الناس الثقة بهذه المؤسسات، ولم يكن حال المجلات العلمية أفضل حيث قامت بنشر أبحاث ضعيفة تم سلقها في ظل السباق المحموم بين الباحثين والمؤسسات للفوز بقصب السبق. وساهم في ارتباك الناس غياب الثقة بالحكومات وبالإجراءات التي تتخذها وتوجس المواطنين خيفة من استغلال هذه الحكومات للجائحة لتحقيق مآرب سياسية وانتخابية.
لكن رغم كل هذه الشبهات تبقى هنالك ثوابت يتفق حولها غالبية المختصين الرصينين وهي:
-الفيروس حقيقة وليس مؤآمرة كونية
-هذا الفيروس معدي وقد يسبب أعراض صحية شديدة وربما الموت عند شرائح معينة من المرضى
-لا يوجد حتى هذه اللحظة مطعوم للوقاية منه ولا يبدو ذلك قريبا
-لا يوجد علاج شافٍ منه وإنما بعض الأدوية ذات الفائدة المحدودة
-مراعاة مباديء الصحة العامة والتباعد الاجتماعي هو سلاحنا الوحيد في مواجهة الفيروس
-الحجر التام وسيلة فعالة لكنها ليست قابلة للتطبيق لفترة طويلة
-إستغلال بعض الحكومات والسياسيين للوباء لا يعني أنه مؤامرة
-كثافة الضباب لا تبرر القيادة بطيش
-صديقك من صَدَقَك لا من صَدّقَك
#عرفت_فالزم

* د. عاصم منصور مدير عام مركز الحسين للسرطان