براءات الاختراع والتسويق الصيدلاني

د. مريم شحادة تكتب: براءات الاختراع والتسويق الصيدلاني

د. مريم شحادة/ مسؤول تطوير اعمال – براءات الاختراع 

هل يمكن أن تكون براءة الاختراع أداة تسويقية للمستحضر الصيدلاني؟
يتساءل العديد من مخترعي الصّناعة الدوائية، من الصيادلة ومن هم في حكمهم، عن كيفية تسجيلهم لبراءات اختراعاتهم لمستحضراتهم الصيدلانية، كما يتساءلون عن أهمية ذاك التسجيل، وكيف له أن يكون أداة تسويقية. ويمكن أن نجيب عن هذا بتتبع ما يلي:
تعدّ براءة الاختراع أداة أمينة بيد صاحبها، وتخوّله للاستئثار بابتكاره لمستحضره ضد الاستنساخ أو التقليد أو المشابهة؛ إذ يُمنَحُ المستحضر الصيدلانيّ المبتكر براءة الاختراع إذ توافرت به طريقة تصنيع جديدة ويقدّم بأسلوب جديد يحقق إنجازًا لعملٍ ما، وحلا تقنيًّا لمشكلة ما.
فماذا تكفل براءة الاختراع لصاحبها؟
تكفل براءة الاختراع الممنوحة لمبدعي المستحضرات الصيدلانية الجديدة حماية اختراعاتهم لمدة 20 عامًا، شريطة الالتزام بدفع رسوم التجديد السنوية، كما تحقق تلك البراءة لصاحبها الاستئثاريّة ضد الاستنساخ بطرقه المتعددة.
فهل يجوز منح رخصة الانتفاع بالمستحضر الصيدلاني المخترع؟
يجوز لمالك البراءة من الصيادلة المخترعين لمستحضراتهم منح غيره رخصة الانتفاع باختراعه، ضمن شروط متفق عليها من قِبَل الطرفين، كما يجوز له بيع حقوقه كاملة في الاختراع إلى طرف آخر، فتتحول براءة الاختراع بموجب صك البيع إلى الطرف المالك الجديد.
ما هو الإجراء القانوني التالي لفترة حماية براءة اختراع المستحضر الصيدلاني؟

بعد انتهاء فترة الحماية المقررة حسب القانون الدولي لبراءات الاختراع، والتي تختلف بين دولة وأخرى، يفقد صاحب البراءة الحق الاستئثاري في استخدامها، وينتقل الاختراع إلى المُلْك العام، ويصبح الاختراع متاحًا لِمَن يرغب بالاستفادة منه بالطرق التجارية القانونية.
وتمنح براءة الاختراع صاحبها الفرد/ أو الشركة أهمية بالغة في استثماره استثمارًا تجاريًّا؛ بما يمنحه نظام البراءات لمالكها من مكانة قوية تؤهله نحو التنافسية، وتمتعه بالتميز والانفرادية عن غيره من منافسيه.
وتساهم براءة الاختراع للمستحضر الصيدلاني في زيادة عوائد استثمار ذلك المستحضر؛ بالاستفادة من التسويق الحصري للاختراع خلال فترة حماية البراءة، كما يمكن ترخيص جهات محددة لاستخدام ذلك الاختراع، أو التنازل عن الاختراع ببيعه لشركات مصنعة قادرة على استثماره تجاريًّا، وفي حال كانت براءة الاختراع ملكًا لشركة تمتلك علامة تجارية فإنَّ البراءة تمنح الشركة قيمة إضافية للعلامة التجارية الخاصة بها.
ما أهمية براءة الاختراع للمستحضر الصيدلاني؟
– تمنع براءة الاختراع المنافسين من تقليد المستحضر.
– تمنع براءة الاختراع المنافسين من أي تعامل مع المستحضر: مثل استخدامه أو بيعه أو حتى عرضه للبيع أو استيراده إلا من خلال الترخيص.
– تسمح براءة الاختراع لصاحبها ببيع مستحضره، أو نقل ملكيته، بحيث تكون الرخصة عقدًا يسمح فيه مالكُ البراءة لطرف آخر باستخدام ملكية الاختراع، سواء مقابل تعويض مالي، أو مجانًا، مقابل استخدام معين وفي منطقة معينة، (وقد يكون الترخيص طوال مدة صلاحية براءة الاختراع(، كما قد يستخدم الترخيص من أجل السماح لأفراد/أو شركات يعملون في مجال البحث والتطوير بهدف النفاذ إلى أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا الحاصلة على براءات الاختراع والمطلوبة لإنتاج مستحضر صيدلاني جديد، وذلك وفقاً لشروط يُتَّفق عليها.
وهكذا فإن براءات الاختراع والترخيص في مجال التسويق الصيدلاني مسألتين منفصلتين، فمنح براءة اختراع لدواء جديد في بلد ما لا يعطي صاحب البراءة الحق في بيع الدواء في ذلك البلد دون موافقة السلطة التنظيمية مثل (المؤسسة العامة للغذاء والدواء)، كما أنه لا يوجد صلة لموافقة السلطة التنظيمية بمنح البراءة من عدمه، إلا أن بعض البلدان تشترط على مُقدّمي طلبات الحصول على البراءات بدايةً الحصول على الموافقة من الجهات التنظيمية (المؤسسة العامة للغذاء والدواء) على سبيل المثال، كما يجب أن يقدّموا معلومات عن منح البراءات من عدم منحها، وعن البراءات الممنوحة، كما أنَّ بعض البلدان لا تسمح لسلطاتها التنظيمية مثل (المؤسسة العامة للغذاء والدواء) بمنح ترخيص بالتسويق في حالة وجود براءة اختراع ذات صلة.
ومن الأمثلة الشائعة على التراخيص في الصناعة الدوائية مثالان هما:
– الترخيص الذي يسمح للغير باستخدام براءة الاختراع خلال فترة الحماية ويسمى “استثناء البحث”، حيث يتم السماح له باستخدام الاختراع الحاصل على البراءة لأغراض البحث طوال مدة صلاحية تلك البراءة.
– الترخيص المسمى “استثناء المراجعة التنظيمية” الذي يسمح للمنافسين المنتجين للأدوية الجنيسة بالاستخدام المحدود للاختراع الحاصل على البراءة قبل انتهاء صلاحية البراءة من أجل الحصول على ترخيص بتسويق مستحضر مُنافس، ويُعرف هذا الاستثناء باسم “استثناء بولار”.
وفي حال كانت المنافسة مبنية على جودة المنتج الدوائي والخدمة المقدمة مع الاختراع، فإنه بالإضافة إلى حماية الاختراع كبراءة اختراع، يكون من المناسب حماية العلامة التجارية لمنع الآخرين من المتاجرة على أساس اسم الشركة المصنعة وسمعتها.
لهذه الأسباب تعدّ براءة الاختراع أداة فعالة للمساعدة في تسويق الاختراعات الصيدلانية، ولكن لا يمكن ضمان نجاح الاختراع تجاريًّا بمجرد الحصول على براءة الاختراع؛ لأن ذلك يعتمد على حاجة السوق له، ومدى تحقيقه لرضا المستهلكين، بالإضافة إلى الفئات المستهدفة للاختراع ومدى حاجتهم للمستحضر الدوائي.
وتعدّ أبوغزاله للملكية الفكرية (AGIP) من الشركات الرائدة في مجال الملكية الفكرية بشكل عام، وتمنح براءات الاختراع ضمن خدماتها الشاملة التي تقدمها، كما تلبي احتياجات عملائها من تسجيل لبراءات الاختراع، ومقاضاة منتهكي حرمة تلك البراءات، وما يتبع ذلك من ملاحقة قانونية، ومنح التراخيص، وكل ما يتعلق بخدمات الاستشارات المتعلقة ببراءات الاختراع والعلامات التجارية والتصاميم الصناعية وحقوق المؤلف وأسماء النطاق.
وتقدّم أبوغزاله للملكية الفكرية (AGIP) ذلك كلّه من خلال خبراء متخصّصين في هذه المجالات، بصفتها الشركة الأولى عالميًّا في مجال تسجيل الملكية الفكرية وحمايتها، وتضمن سرعة إنجاز معاملاتها ومتابعتها ونجاحها من خلال مكاتبها التي تزيد على 100 مكتب حول العالم، ومن خلال شبكة تحتوي على أكثر من 180 مكتبًا للاتصال والمراسلة حول العالم.

المراجع: المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO
للاطلاع على خدمات أبوغزاله للملكية الفكرية:
http://www.agip.com/?lang=en