المحيسن يكتب عن د. مها بيان.. أول صيدلانية في مدينة جرش الأردنية

سيرة ومسيرة وقصة نجاح وعطاء للسيدة الفاضلة الدكتورة مها سعيد حسين بيان
بقلم الدكتور زيد احمد المحيسن

التحديات تضفي متعة الى الحياة ، واجتيازها يمنح الحياة معنى ، لهذا فكن جريئا في احلامك ولا تخشى الفشل ، حيث تكمن الممكنات في قلب المستحيلات ، ولا يمكن ان تصب أهدافك دون مغامرة هذا بالتمام والكمال ما حصل مع السيدة الفاضلة الدكتورة مها انها قصة نضال وكفاح ونجاح لسيدة اردنية عروبية بالفطرة إنسانية بالعطاء والبذل اللامحدود كرست حياتها وجل وقتها في الدراسة والجد والعمل الإبداعي والتطوعي والنقابي وقبل هذا وذلك في تربية أبنائها بعد ان فقدت زوجها وشريك حياتها الدكتور عبدالله ، جعلت من الصعوبات فرص نجاح واستخدمت ميزان الدقة بين الواجبات الاسرية ومسيرة العمل الشاقة الطويلة فأبدعت في الاتجاهين ، انها الدكتورة الفاضلة مها سعيد حسين بيان (ام انس ) في قلب محافظة جرش، حيث تتعانق الجبال بالسماء وتروي الأرض قصص الأجيال، وُلدت الدكتورة مها سعيد حسين بيان في عام 1956. نشأت في كنف عائلة الشوام جرش، تلك العائلة التي كانت حجر الأساس في بناء تاريخ المحافظة. ومنذ صغرها، كانت الدكتورة مها تحمل في قلبها حلمًا عظيمًا، يتجاوز حدود مدينتها إلى آفاق واسعة من الطموح والإنجاز.
كانت بداية رحلة الدكتورة مها مع التعليم في مدرسة جرش الثانوية للبنات، حيث أضاءت مسيرتها الأكاديمية بتفوق ملحوظ، كان مجرد بداية لرحلة علمية تمتد إلى ما هو أبعد. في عام 1975، خطت خطوة جريئة عبر المحيط إلى اليونان، لتتابع دراستها في جامعة أرسطو، حيث التقت بعالم الصيدلة. تلك الرحلة لم تكن مجرد انتقال إلى بلد آخر، بل كانت رحلة استكشاف لحلمها الكبير. وفي عام 1980، تخرجت بشهادة في الصيدلة، لتصبح أول صيدلانية من محافظة جرش، مُعلنةً بداية فصل جديد في حياتها.
عادت الدكتورة مها إلى وطنها بكل فخر، محملةً بالمعرفة والخبرة، وبعزم لا يلين لتحقيق المزيد. في عام 1982، بدأت مسيرتها المهنية بالالتحاق بوزارة الصحة، حيث اكتسبت خبرات ثمينة ومهارات استثنائية. ولكن روح الريادة في قلبها دفعتها للانتقال إلى القطاع الخاص، حيث أسست صيدلية “بيان” في سوق جرش، والتي أصبحت واحدة من أولى الصيدليات في المحافظة 1986. ولكن نجاحها لم يتوقف هنا، فقد أضافت صيدلية “أنمار” إلى سجلات إنجازاتها، لتكتب فصلاً جديدًا من النجاح والإبداع.
تميزت الدكتورة مها بقدرتها الاستثنائية ومهاراتها الرائدة في مجال الصيدلة، مما جعلها محط احترام كبير في مجتمعها. بفضل تواضعها وعطائها، أصبحت مرجعية هامة للمرضى والأطباء في جرش. وقد نالت العديد من الجوائز والتكريمات، والتي كانت شهادة على إسهاماتها البارزة في الصيدلة والعمل الاجتماعي والنقابي. لكن قدرتها على التعامل مع الأزمات جعلتها قدوة حقيقية للشباب الطموح.
وفي قلب التحديات الشخصية، أثبتت الدكتورة مها قوتها وصمودها بعد وفاة زوجها. استكملت مسيرتها في توجيه أبنائها، الذين كانوا في مراحل الإعدادية والثانوية، نحو تحقيق أحلامهم. فقد شجعت ابنتها الكبرى على دراسة الطب، لتصبح طبيبة في كادر وزارة الصحة، بينما اتجه ابنها الأكبر ليصبح طياراً مدنياً. أما أبناؤها الاوسط و الأصغر، فقد اتخذوا سبيلاً مهنياً في مجال الصيدلة، مما يعكس التأثير العميق لدعمها وإرشادها.

لم تقتصر مساهمات الدكتورة مها على مجال الصيدلة فقط، بل امتدت إلى العمل التطوعي والاجتماعي. فقد قدمت العديد من المساعدات الخيرية، وتبنت طلاباً من تخصص الصيدلة، ووفرت لهم الدعم المادي والمعنوي لتحقيق أحلامهم الأكاديمية.
وفي المجال النقابي، تبوأت الدكتورة مها عدة مناصب قيادية، حيث ترأست لجنة نقابة صيادلة جرش لعدة سنوات، ولعبت دوراً بارزاً في الإشراف على مجمع النقابات في المحافظة. كما كانت عضواً فعالاً في شعبة أصحاب الصيدليات، ولجان تنظيم المؤتمرات الصيدلانية، وعضواً مؤسساً في جمعية مالكي الصيدليات. كما شاركت في تنظيم العلاقات مع شركات التأمين وضرائب المبيعات، مما يعكس شمولية تأثيرها وإسهامها.
تُعدّ الدكتورة مها سعيد حسين بيان رمزاً حياً للإصرار والعطاء، وقصة نجاح ملهمة لكل من يسعى لتحقيق أحلامه من خلال العمل الجاد والتفاني في خدمة المجتمع. قصتها تستحق أن تُدرس للأجيال القادمة، لتكون نموذجاً يُحتذى به في مسيرتهم نحو النجاح والتفوق وقد تكلل هذا الجهد وهذا العطاء وهذا النجاح أخيرا ، بوسام ملكي رفيع في هذا اليوم المشهود الثلاثاء 17-9-2024 تسلمته من يد صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله لدى زيارة جلالته الى محافظة جرش .

Tags

Share this post:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore
%d مدونون معجبون بهذه: